ندوة علمية تكشف الأبعاد النفسية للفساد الإداري في طرح رائد للأستاذ أسعد النصراوي بعنوان:
ندوة علمية تكشف الأبعاد النفسية للفساد الإداري في طرح رائد للأستاذ أسعد النصراوي
في سياق الجهود الأكاديمية الرامية إلى تحليل الظواهر الإدارية من زوايا متعددة التخصصات، نظّمت كلية العلوم الإسلامية في جامعة وارث الأنبياء (عليه السّلام) ندوة علمية بعنوان:"الدوافع النفسية للفساد الإداري"،قدّمها الأستاذ أسعد النصراوي، التدريسي في كلية العلوم الإسلامية، في طرح يُعد من أبرز المقاربات النفسية الحديثة للفساد، يستحق أن يُدرج ضمن أولويات الهيئات الدولية المعنية بالحوكمة،
سلّطت الندوة الضوء على الفساد الإداري كظاهرة تتجاوز التوصيف القانوني، لتُقرأ من خلال ديناميكيات نفسية واجتماعية عميقة. وقد ابتدأ النصراوي بتفكيك مفهوم "الفرد الفاسد"، مبيّنًا كيف يمكن للإنسان أن يُبرّر أفعاله ضمن بيئة تضغط على معاييره الأخلاقية وتعيد تشكيل وعيه.
تضمّن الطرح عدة محاور محورية، أبرزها:
تعريف الفساد الإداري والفرد الفاسد وكيف تنعكس صورة الذات في سلوكياته؛
الآليات النفسية التي تُمكّن الفساد من التغلغل في بيئة العمل؛
الدوافع النفسية الجوهرية والعوامل الاجتماعية المحفّزة للفساد؛
ملامح الشخصية الفاسدة كما تراها علوم النفس والسلوك؛
الإجراءات النفسية الوقائية والعلاجية للحد من الفساد الإداري؛
وأكّد الأستاذ النصراوي أن الإجراءات القانونية والإدارية، رغم ضرورتها، لا تكفي وحدها لمكافحة الفساد الإداري، ما لم تُرفَد بمقاربات نفسية متكاملة تُعنى بإصلاح البنية الداخلية للفرد وتعزيز المناعة القيمية في البيئة المؤسسية.
وقدّم عددًا من التوصيات الإستراتيجية، من بينها:
تعزيز الضمير المهني كركيزة أخلاقية؛
اعتماد معايير نفسية في التوظيف والترقي؛
بناء ثقافة مؤسسية تقوم على الشفافية والمساءلة؛
توفير الدعم النفسي للعاملين ضمن بيئة سليمة وآمنة؛
وخَلُصَت الندوة إلى أن الوقاية النفسية من الفساد هي استثمار طويل الأمد في استدامة المؤسسات، داعية إلى إطلاق شراكات بين علم النفس، والإدارة العامة، وصنّاع القرار لصياغة سياسات رشيدة تستند إلى علم الإنسان لا إلى العقوبات فقط.
وقد تميّزت الندوة بحضور أكاديمي رفيع ونقاشات مستفيضة، عكست وعيًا متقدمًا بأهمية تبنّي رؤى متعددة الأبعاد لمكافحة الفساد، خصوصًا تلك التي تنبع من فهم عميق لنوازع النفس البشرية في سياقات العمل المؤسسي.
بهذا الطرح الريادي، تؤكد كلية العلوم الإسلامية في جامعة وارث الأنبياء (عليه السّلام) مكانتها كمركز علمي فاعل في إنتاج المعرفة ذات الصلة بالتحولات الإدارية والاجتماعية، وتقديم رؤى نوعية مؤهلة للوصول إلى المحافل الدولية وصياغة الأجندات الأممية القادمة في مجال النزاهة والإصلاح المؤسسي.